للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن فضائل أبي رزين أيضا ما رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن وكيع بن عدس عن أبي رزين رضي الله عنه؛ قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يسأل، فإذا سأله أبو رزين؛ أعجبه» .

وإنما كان يعجبه سؤال أبي رزين لأنه كان رجلا عاقلا.

وقد روى: الإمام أحمد بإسناد صحيح، ومسلم، والترمذي؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: «كنا نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع» .

وأسئلة أبي رزين للنبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الطويل وفي غيره من الأحاديث المروية عنه تدل على كبر عقله.

الفائدة الأربعون: حسن الأدب مع الأكابر، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي رزين رضي الله عنه: "إن أباك المنتفق لفي النار". قال أبو رزين: فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله؟ ثم إذا الأخرى أجمل، فقلت: يا رسول الله! وأهلك؟! وهذا من حسن أدب أبي رزين رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث أتى في سؤاله بكلمة عامة، ولم يواجه النبي صلى الله عليه وسلم بصريح اسم أبيه.

الفائدة الحادية والأربعون: القطع لكل مشرك بالنار، ويدل على ذلك:

قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} .

وقوله تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} .

وقوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>