«أقصه منه، حتى اللطمة". قال: قلنا: كيف وإنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بهما؟ قال: "بالحسنات والسيئات» .
قال الهيثمي:"رجاله وثقوا، ورواه الطبراني في "الأوسط" بنحوه".
وقال الهيثمي أيضا في موضع آخر:"هو عند أحمد والطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن".
فصل
وقد روى: الإمام أحمد، ومسلم؛ عن ثوبان رضي الله عنه: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم» ...... الحديث.
وقد صحف أبو عبية هذا الحديث، فقال في (ص٣٤٣) ما نصه: «أذود عنه الناس لأهل اليمن» ، ثم قال أبو عبية:«هذا تمثيل للحيلولة بين من ليسوا من أهل اليمن وبين مقام الإكرام والرحمة يوم القيامة» .
والجواب عن هذا من وجهين:
أحدهما: أن يقال: إن تصحيفه للحديث وكلامه عليه على وفق تصحيفه هو بلا شك من تحريف الكلم عن مواضعه، والأولى لأبي عبية أن لا يتكلم في معنى الأحاديث؛ لأنه أجنبي عنها، لا يعرفها، ولا يعرف معانيها، وإنما يتكلم عليها بما يوافق عقله ورأيه.
وقد قال النووي في "شرح مسلم ": "قوله صلى الله عليه وسلم: «أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم» ؛ معناه: أطرد الناس عنه؛ غير أهل اليمن؛ ليرفض على أهل اليمن، وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه؛