«بذنبه يخاطبه، فقال: أخذت رزقا رزقنيه الله؟ قال: واعجبا من ذئب مقع مستذفر بذنبه يخاطبني! فقال: والله؛ إنك لتترك أعجب من ذلك. قال: وما أعجب من ذلك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في النخلتين بين الحرتين يحدث الناس عن نبأ ما قد سبق وما يكون بعد ذلك. قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة، ثم مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ضرب عليه بابه، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أين الأعرابي صاحب الغنم؟ . فقام الأعرابي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: حدث الناس بما سمعت وبما رأيت. فحدث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وما سمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: صدق؛ آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده؛ لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده» .
رواه الإمام أحمد، ورواته ثقات.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال:«كان راع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ جاء الذئب، فأخذ شاة، ووثب الراعي حتى انتزعها من فيه، فقال له الذئب: أما تتقي الله أن تمنعني طعمة أطعمنيها الله تنزعها مني؟ فقال له الراعي: العجب من ذئب يتكلم! فقال الذئب: أفلا أدلك على ما هو أعجب من كلامي؟ ذلك الرجل في النخل يخبر الناس بحديث الأولين والآخرين أعجب من كلامي. فانطلق الراعي حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره وأسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدث به الناس» .
رواه البيهقي من طريق أبي أحمد بن عدي، ثم قال:"قال الحافظ ابن عدي: قال لنا أبو بكر بن أبي داود: ولد هذا الراعي يقال لهم: بنو مكلم الذئب، ولهم أموال ونعم، وهم من خزاعة، واسم مكلم الذئب: أهبان ". قال:" ومحمد بن أشعث الخزاعي من ولده".