وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا العطاء ما دام العطاء، فإذا صار رشوة على الدين؛ فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه؛ يمنعكم الفقر والحاجة، ألا إن رحى الإسلام دائرة؛ فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان؛ فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم؛ فإذا عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم. قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟ قال:"كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم؛ نشروا بالمناشير، وحملوا على الخشب؛ موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله» .
رواه الطبراني. قال الهيثمي: " ويزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ، والوضين بن عطاء وثقه ابن حبان وغيره، وبقية رجاله ثقات".
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «"يكون عليكم أمراء؛ إن أطعتموهم أدخلوكم النار، وإن عصيتموهم قتلوكم ". فقال رجل: يا رسول الله! سمهم لنا لعلنا نحثو في وجوههم التراب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعلهم يحثون في وجهك ويفقؤون عينك» .
رواه الطبراني. قال الهيثمي:"وفيه سنيد بن داود؛ ضعفه أحمد ووثقه ابن حبان وأبو حاتم الرازي، وبقية رجاله ثقات".
وقد رواه ابن أبي شيبة عن ميمون بن أبي حبيب؛ قال: "قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أتمنى لحبيبي أن يقل ماله ويعجل موته. فقيل له، فقال: أخشى أن يدرككم أمراء إن أطعتموهم أدخلوكم النار، وإن عصيتموهم قتلوكم. فقال رجل: أخبرنا من هم حتى نفقأ أعينهم أو نحثو في وجوههم التراب؟ فقال: عسى أن تدركوهم فيكونوا هم الذين يفقؤون عينك