وقد رواه الإمام أحمد في "مسنده"، فقال: حدثنا عبد الصمد: حدثنا زياد بن أبي مسلم أبو عمر: حدثنا أبو الأشعث الصنعاني؛ قال:"بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير، فلما قدمت المدينة دخلت على فلان - نسي زياد اسمه - فقال: إن الناس قد صنعوا ما صنعوا، فما ترى؟ قال:«أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: إن أدركت شيئًا من هذه الفتن؛ فاعمد إلى أحد، فاكسر به حد سيفك، ثم اقعد في بيتك، فإن دخل عليك أحد البيت؛ فقم إلى المخدع، فإن دخل عليك المخدع؛ فاجث على ركبتيك، وقل: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، فقد كسرت سيفي وقعدت في بيتي» .
إسناده لا بأس به، وقد وقع هذا الحديث في مسند محمد بن مسلمة عند الإمام أحمد، وليس هو لمحمد بن مسلمة؛ لأنه لم يدرك أيام يزيد بن معاوية، وإنما هو لعبد الله بن أبي أوفى؛ كما تقدم مصرحا به في رواية البزار. والله أعلم.
وعن ربعي بن حراش؛ قال: سمعت رجلا في جنازة حذيفة رضي الله عنه يقول: سمعت صاحب هذا السرير يقول: "ما بي بأس بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولئن اقتتلتم لأدخلن بيتي، فلئن دخل علي؛ فلأقولن: ها؛ بؤ بإثمي وإثمك".
رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح، غير الرجل المبهم".
قلت: وقد رواه: أبو داود الطيالسي، وابن أبي شيبة؛ بنحوه.
وعن ربعي بن حراش أيضا عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: "قيل: يا أبا عبد الله! ما تأمرنا إذا اقتتل المصلون؟ قال: آمرك أن تنظر أقصى بيت من دارك،