بعدهم. وفي حديث مسلم بن عقبة المري:"لا يكون إلا الوقاف ثم النقاف ثم الانصراف"؛ أي: المواقفة في الحرب ثم المناجزة بالسيوف ثم الانصراف عنها". انتهى.
«وعن حذيفة أيضا رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تفنى أمتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمعامع. قلت: يا رسول الله! ما التمايز؟ قال: التمايز عصبية يحدثها الناس بعدي في الإسلام. قلت: فما التمايل؟ قال: تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها. قلت: فما المعامع؟ قال: سير الأمصار بعضها إلى بعض تختلف أعناقهم في الحرب» .
رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال: "صحيح الإسناد"، وتعقبه الذهبي بأن فيه سعيد بن سنان؛ قال: " وسعيد متهم به".
وقد رواه نعيم بن حماد في "الفتن" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وهذا الحديث، وإن كان ضعيف الإسناد؛ فقد ظهر مصداقه بما أحدثه الناس من العصبية في الإسلام، ومن هذه العصبية ما يسمى في زماننا بـ (القومية العربية) ، وكذلك ميل القبائل بعضها على بعض، واستحلال بعضهم لحرمة بعض، وكذلك سير الأمصار بعضهم إلى بعض، واختلاف أعناقهم في الحرب؛ كل ذلك قد وقع في هذه الأمة، وهذا مما يشهد لهذا الحديث، ويدل على أن له أصلا. والله أعلم.
وعن المستظل بن الحصين؛ قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "قد علمت ورب الكعبة متى يهلك العرب؟ إذا ولي أمرهم من لم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يعالج أمر الجاهلية".
رواه: ابن سعد، والحاكم، والبيهقي، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".