«يرفع العلم منا وهذا كتاب الله قد قرأناه ويقرئه أبناؤنا أبناءهم؟ ! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ثكلتك أمك يا زياد بن لبيد! إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة! أوليس هؤلاء اليهود والنصارى عندهم التوراة والإنجيل؛ فما أغنى عنهم، إن الله ليس يذهب بالعلم رفعًا يرفعه، ولكن يذهب بحملته (أحسبه) ، ولا يذهب عالم من هذه الأمة؛ إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد إلى يوم القيامة» .
رواه البزار. قال الهيثمي: "وفيه سعيد بن سنان، وقد ضعفه البخاري ويحيى بن معين وجماعة؛ إلا أن أبا مسهر قال: حدثنا صدقة بن خالد؛ قال: حدثني أبو مهدي سعيد بن سنان مؤذن أهل حمص وكان ثقة مرضيًا.
وعن زياد بن لبيد رضي الله عنه؛ قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، فقال: «ذاك عند أوان ذهاب العلم". قلت: يا رسول الله! وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ ! فقال: "ثكلتك أمك زياد! إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما؟ !» .
رواه: الإمام أحمد، وابن ماجه، والحاكم في "مستدركه "، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعن وحشي بن حرب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوشك العلم أن يختلس من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء". فقال زياد بن لبيد: وكيف يختلس منا العلم وقد قرأنا القرآن وأقرأناه أبناءنا؟ ! فقال: "ثكلتك أمك يا ابن لبيد! هذه التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى ما يرفعون بها رأسًا» .
رواه الطبراني في "الكبير". قال الهيثمي:"وإسناده حسن".
وقد تقدم في (باب ذهاب الخشوع) حديث جبير بن نفير عن أبي الدرداء