للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذات يوم كان المسمى مصطفى القاياتي - وهو من المدرسين في الأزهر - حاضرًا معهم، فأخذ الصليب، ووضعه في محراب الأزهر، وقام خطيبًا، فدعا إلى اتحاد الإسلام والنصرانية القبطية، ودعا الحاضرين إلى صلاة ركعتين جميعًا مع وضع الصليب في المحراب، وكبر وصلى ركعتين والصليب أمامه يصلى له ولله معًا في زعمه. انتهى.

قلت: والصليب من الأوثان؛ كما في حديث عدي بن خاتم رضي الله عنه؛ قال: «قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال لي: "ألق هذا الوثن عنك» .

رواه: البخاري في "التاريخ الكبير"، والترمذي، وقال: "حسن غريب".

ومن إطلاق الوثن على الصليب قول الأعشى:

تطوف العفاة بأبوابه ... كطوف النصارى ببيت الوثن

قال الأزهري عن شمر: "أراد بالوثن: الصليب". نقله عنه ابن منظور في "لسان العرب".

وعن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «"لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى". فقلت: يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} أن ذلك تامًا؟ قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحًا طيبة، فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم» .

رواه مسلم.

وقد افتتن الجهال في القرون الأخيرة بقبر ابن عباس رضي الله عنهما،

<<  <  ج: ص:  >  >>