«من كلامه شيئًا فيعلم هو هو أم لا. قال:"يا ابن صائد! ما ترى". قال: أرى حقًا وأرى باطلًا وأرى عرشًا على الماء. قال:"أتشهد أني رسول الله؟ ". قال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"آمنت بالله ورسوله". فلبس عليه، ثم خرج فتركه، ثم جاء في الثالثة أو الرابعة ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب في نفر من المهاجرين والأنصار، وأنا معه. قال: فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، ورجا أن يسمع من كلامه شيئًا، فسبقته أمه إليه، فقالت: يا عبد الله! هذا أبو القاسم قد جاء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لها قاتلها الله، لو تركته لبين". فقال: يا ابن صائد! ما ترى؟ قال: أرى حقًا وأرى باطلًا وأرى عرشًا على الماء. قال:"أتشهد أني رسول الله؟ ". قال: أتشهد أنت أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"آمنت بالله ورسوله"، فلبس عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا ابن صائد! إنا قد خبأنا لك خبيئًا؛ فما هو؟ ". قال: الدخ، الدخ. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اخسأ، اخسأ". فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ائذن لي فأقتله يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن يكن هو؛ فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وإن لا يكن هو؛ فليس لك أن تقتل رجلًا من أهل العهد". قال: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشفقًا أنه الدجال» .
رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
وعن ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله: «أنه أخبره أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد:"أتشهد أني رسول الله؟ ". فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "آمنت بالله»