وعن نافع؛ قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "والله؛ ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد ".
رواه أبو داود بإسناد صحيح.
وعن سالم (وهو ابن أبي الجعد) عن جابر (وهو ابن عبد الله رضي الله عنهما) ؛ قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة.
رواه أبو داود بإسناد صحيح، ورواه ابن أبي شيبة بمثله.
فصل
قال النووي في "شرح مسلم " في ذكر ابن صياد: "قال العلماء: قصته مشكلة، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره؟ ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة. قال العلماء: وظاهر الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة؛ فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره، ولهذا قال لعمر رضي الله عنه:«إن يكن هو؛ فلن تستطيع قتله» .
وأما احتجاجه هو بأنه مسلم والدجال كافر، وبأنه لا يولد للدجال وقد ولد له هو، وأنه لا يدخل مكة والمدينة وأن ابن الصياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة؛ فلا دلالة له فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض.
ومن اشتباه قصته وكون أحد الدجاجلة الكذابين قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ ودعواه أنه يأتيه صادق وكاذب، وأنه يرى عرشًا فوق الماء، وأنه