للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«فأتيتهما لأحجز بينهما، فأنسيتهما، وسأشدو لكم منهما شدوًا، أما ليلة القدر؛ فالتمسوها في العشر الأواخر وترًا، وأما مسيح الضلالة؛ فإنه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه دفأ، كأنه قطن بن عبد العزى ". قال: يا رسول الله! هل يضرني شبهه؟ قال: "لا، أنت امرؤ مسلم، وهو امرؤ كافر» .

رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: "وفيه المسعودي وقد اختلط". وقد رواه أبو داود الطيالسي من طريق المسعودي أيضًا.

قوله: "وسأشدو لكم منهما شدوًا"؛ معناه: أذكر لكم طرفًا مما يدل عليهما.

قال ابن منظور في "لسان العرب": " (الشدو) : كل شيء قليل من كثير، شدا من العلم والغناء وغيرهما شدوًا: أحسن منه طرفًا. قال: والشدا أيضًا: الشيء القليل". انتهى.

وأما (الأجلى) ؛ فهو الذي انحسر الشعر عن مقدم رأسه: قال الجوهري: "الجلاء: انحسار الشعر عن مقدم الرأس". وقال ابن الأثير وابن منظور في "لسان العرب": "الأجلى: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته ".

و (الدفا) مقصور: الانحناء، يقال: رجل أدفى. قال ابن الأثير: "هكذا ذكره الجوهري في المعتل، وجاء به الهروي في المهموز، فقال: أدفأ وامرأة دفآء".

وقوله: "كأنه قطن بن عبد العزى ... " إلى آخره، هذا مما أخطأ فيه المسعودي، واختلط عليه حديث بحديث.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "وهذه الزيادة ضعيفة؛ فإن في

<<  <  ج: ص:  >  >>