وقد رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة" بنحوه، وقال فيه:"ولا يسخر له من الدواب إلا حمار، رجس على رجس". وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر عن قتادة؛ قال: قال حذيفة - يعني ابن أسيد رضي الله عنه -: فذكره بنحوه.
وعن أبي الطفيل أيضا؛ قال: سمعت من بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم حديثا في الدجال ما سمعت فيه حديثا أشرف منه: "إنه يجيء على حمار، يأتي الرجل على صورة من أهل بيته، فيقول: أبا فلان! إني أدعوك إلى الحق، إن أمري حق".
رواه مسدد. قال البوصيري:"ورواته ثقات".
وقد تقدم في ذكر ابن صياد ما أخرجه نعيم بن حماد من طريق جبير بن نفير وشريح بن عبيد وعمرو بن الأسود وكثير بن مرة؛ قالوا جميعا:" الدجال ليس هو إنسانا، وإنما هو شيطان موثق بسبعين حلقة في بعض جزائر اليمن، لا يعلم من أوثقه، سليمان النبي أو غيره، فإذا آن ظهوره؛ فك الله عنه كل عام حلقة، فإذا برز؛ أتته أتان، عرض ما بين أذنيها أربعون ذراعا، فيضع على ظهرها منبرا من نحاس، ويقعد عليه، ويتبعه قبائل الجن، يخرجون له خزائن الأرض".
ذكره الحافظ ابن حجر في "فتح الباري".
وقد زعم بعض المتكلفين من العصريين أن الدجال إنما يركب على طائرة كبيرة، عرض ما بين جناحيها أربعون ذراعا، وأنها هي الحمار المذكور في حديث جابر وغيره من الأحاديث التي ذكرنا، وأن جناحي الطائرة هما أذنا الحمار المذكور!
وهذا من التكلف المذموم، ومن تأويل الحديث الصحيح على غير