للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن زياد بن سعد عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل عيسى ابن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويرجع السلم، وتتخذ السيوف مناجل، وتذهب حمة كل ذات حمة، وتنزل السماء رزقها، وتخرج الأرض بركتها، حتى يلعب الصبي بالثعبان فلا يضره، ويراعي الغنم الذئب فلا يضرها، ويراعي الأسد البقر فلا يضرها» .

رواه الإمام أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

(المناجل) : جمع منجل، وهو الآلة التي يقطع بها الحشيش ويحصد بها الزرع. قال ابن الأثير: "ومنه الحديث: "وتتخذ السيوف مناجل": أراد أن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحرث والزراعة". وكذا قال ابن منظور في "لسان العرب"؛ قال: "ومنه قيل للحديدة ذات الأسنان: منجل، والمنجل ما يحصد به". انتهى.

وقوله: "وتذهب حمة كل ذات حمة": (الحمة) ؛ بالتخفيف: السم؛ أي: ينزع سم كل دابة ذات سم، وقد تقدم تفسيره في حديث أبي أمامة الطويل في ذكر خروج الدجال.

وقد صحف أبو عبية هذا الحرف تصحيفا عجيبا، فقال في تعليقه على "النهاية" لابن كثير في (ص ١٦٩) ما نصه: " (الجمة) : الشعر المجموع في مقدم الرأس، ولعل المراد بإذهاب جمة كل ذات جمة: هو تخليص المجتمع من تصفيفات الشعر المختلفة التي تربط بالفتيات العيون الرغيبة والنفوس الشهوانية ... (إلى أن قال:) وشمل الحديث رؤوس أولئك الفتيان المتأنثين المتخنثين المتخنفسين...." إلى آخر كلامه في هذا المعنى البعيد كل البعد عما ذكر في هذا الحديث.

وغفل أبو عبية عن قوله في هذا الحديث: "حتى يلعب الصبي بالثعبان

<<  <  ج: ص:  >  >>