للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قوله: "ولم يرد نص قاطع في هذا الأمر".

فجوابه أن يقال: بل قد تواترت النصوص الدالة على نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان حكما عدلا، وهي أدلة قاطعة على امتداد حياته حتى الآن.

وأما قوله: "ولهذا؛ فالقول بموت عيسى أو بحياته ليس داخلا في نطاق ما يكلف المسلم الإيمان به، فللمسلم أن يختار ما تطمئن إليه نفسه".

فجوابه أن يقال: بل المسلم مكلف بالإيمان بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي وأخبار الغيوب الماضية والآتية، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك؛ عصموا مني دماءهم وأموالهم؛ إلا بحقها، وحسابهم على الله» .

رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان، وفيها دليل قاطع على بقاء حياته إلى آخر الزمان، وهذا مما يجب الإيمان به، وليس للمسلم أن يختار لنفسه ما يخالف الإيمان بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} ، وإذا لم تطمئن نفس المرء للإيمان بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فليس بمسلم في الحقيقة.

وأما قوله: "وليس للمسلمين أن يجعلوا من موت عيسى أو حياته موضوع خلاف أو موضع جدل".

<<  <  ج: ص:  >  >>