للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وردَّ الشيخ ذلك فقال: «أمَّا ما ذكره من المُثُل فصحيح لأنه مَثًَّل بتأخير» آخَر «وجَعَلَه صفة لغير جنس الأول، وأمَّا الآية فمن قبيل ما يُقَدَّم فيه» آخر «على الوصف واندرج» آخر «في الجنس الذي قبلَه، ولا يُعْتَبرُ وصفُ جنس الأول، تقول:» مررتُ برجلٍ مسلمٍ وآخرَ كافرٍ، واشتريت فرساً سابقاً وآخرَ بطيئاً «ولو أخَّرْتَ» آخر «في هذين المثالين فقلت:» مررتُ برجل مسلم وكافر آخر «لم يَجُزْ، وليس الآية من هذا لأن تركيبَها» اثنان ذوا عَدْل منكم أو آخران من غيركم «ف» آخران «من جنسِ قوله» اثنان «ولا سميا إذا قَدَّرْته:» رجلان اثنان «ف» آخران «هما من جنس» رجلان اثنان «، ولا يُعتبر وصفُ قولِه:» ذوا عدل منكم «وإن كان مغايراً لقوله» من غيركم «، كما لا يُعتبر وصفُ الجنس في قولك:» عندي رجلان اثنان مسلمان وآخران كافران «، إذ ليس من شرطِ» آخر «إذا تقدم أن يكون من جنس الأول بقيد وصفِه، وعلى ما ذكرته جاء لسان العرب قال الشاعر:

١٨٢ - ٦- كانوا فريقين يُصْفون الزِّجاجَ على ... قُعْسِ الكواهلِ في أَشْداقِها ضَخَمُ

وآخَرين تَرَى الماذِيَّ فوقَهُمُ ... مِنْ نَسْجِ داودَ او ما أَوْرَثَتْ إرَمُ

التقدير: كانوا فريقين: فريقاً - أو ناساً - يُصْفون الزجاج، ثم قال: وآخرين ترى الماذِيَّ، ف «آخرين» من جنس قولك «فريقاً» ولم يعتبره بوصفه بقوله «يصفون الزجاج» لأنه قَسَّم مَنْ ذكر إلى قسمين متباينين بالوصف متحدين بالجنس. قال: «وهذا الفرقُ قَلَّ مَنْ يفهمه فضلاً عَمَّنْ يعرفه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>