والشهيد هاهنا العليم وقيل: المُشاهد.
ويسأل عن موضع (أنْ) من الإعراب؟ وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون موضعها جراً على البدل من المضمر في (به) .
والثاني: أن يكون موضعها نصباً على البدل من (ما) .
والثالث: أن لا يكون لها موضع من الإعراب، ولكن تكون مفسرة بمنزلة (أي) كالتي في قوله: {أَنِ امْشُوا} [ص: ٦] .
ويسأل عن الوجهين الأولين: كيف جاز أن توصل (أنْ) بفعل الأمر، ولم يجز أن يوصل (الذي) به؟.
والجواب: أن (الذي) اسم ناقص يقتضي أن تكون منيبة عنه كإنابة الصفة للموصوف، وفعل الأمر لا يصح فيه هذا؛ لأنه إنما يتبين بما علمه عند المخاطب.
فأما (أنْ) فحرف لا يجب فيه ذلك كما لا يجب أن يكون في صلته عائد.
فصل:
ويسأل عن قوله تعالى: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} ؟ وفيه جوابان:
أحدهمت: أنه أراد وفاة الرفع إلى السماء وهذا قول الحسن.
وقال غيره: يعني وفاة الموت.
والأولى أولى؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لينزُلنَّ ابن مريم حكماً عدلاً، فَلَيَقْتُلَنَّ الدَّجَّالَ".
ونصب {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ} ؛ لأنه خبر (كان) و (أنت) فصل، وقرأ الأعمش: "كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبُ" بالرفع.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute