ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قول الفوارس ويد عنتر اقدم
قال: وحدثني شيخ من أهل البصرة قال سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك ويلك؟ ، فقال لها: ويكأنه وراء البيت، قال معناه: أما ترينه وراء البيت، قال الشاعر:
سألتاني الطلاق أن رأتا ما لي قليلاً قد جئتماني بنكر
ويكأن من يكن له نشب يحـ بب ومن يفتقر يعش ضر
وقال البصريون:(وي) كلمة ينبه بها على أمر من الأمور، وهي حرف مفصول من كأن، وذلك أنهم لما رأوا الخسف نبهوا من تكلم على قدر علمه.
وقيل: هي كلمة يستعملها الرجل إذا فاجأه أمر مفظع
وقيل: معناها: ألا كأنه، وأما كأنه.
وقيل: المعنى: وي بأن الله تعالى، كأنه قال: تنبيهك بهذا، إلا أنه حذف.
وقيل: المعنى: ألى تر أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، لا لكرامة (قارون) بسط الرزق له.
فعلى مذهب البصريين تكتب (وي كأنه) منفصلة.
وعلى مذهب الفراء تكتب (ويكأنه) متصلة، وقد حكى الفراء الوجه الأول، ولم ينكره إلا أنه قال: لم تكتبها العرب متصلة، ثم قال: ويجوز أن يكون كثر بها الكلام فوصلت بما ليس منها، كما اجتمعت العرب على كتابة (يابنم) فوصلوها لكثرتها، فأجاز ما ذهب إليه البصريون، ولم يجز البصريون قوله، فصار قول البصريين إجماعاً.