فإن قيل: فما الذي يدل على العامل في (إذا) اذكر، وأنه محذوف؟ والجواب: أن فيه قولين:
أحدهما: أن الأية التي قبلها تذكر بالنعمة والعبرة في قوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} . [البقرة: ٢٨] فكأنّه قيل اذكر النعمة في ذلك، واذكر إذ قال ربك للملائكة.
والقول الثاني: أنه لما جرى خلق السموات والأرض، دل على ابتداء الخلق كأنَّه قال: وابتداءُ خلقكم إذ قال ربك للملائكة.
وعلى الأول جمهور العلماء، والعرب تحذف إذا كان فيما بقى دليل على ما ألقي، قال النمر بن تولب:
فإن المنية من يخشها فسوف تصادفه أينما
يريد: أينما كان وأينما ذهب.
فصل:
ومما يسأل عنه أن يقال: ما المراد بالخليفة؟
وفي هذا جوابان: أحدهما: أن المراد به آدم وذريته: جعلوا خلائف من الجن الذين كانوا يسكنزن الأرض.
والقول الثاني: أن المراد بالخليفة أمم يخلف بعضهم بعضاً، كلما هلكت أمة خلفتها أخرى.