للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك معونة على ما ينازع إليه النفس من حب الرئاسة والأنفة من الانقياد إلى الطاعة.

وهذا الخطاب وإن كان لأهل الكتاب، فهو أدب لجميع العباد.

ويقال: ما معنى الاستعانة بالصبر؟ قيل: المعنى استعينوا بالاستشعار للصبر.

وقيل: استعينوا بالصبر، أي: بالصوم.

ويُسأل عن معنى: (كبيرة) هاهنا، والجواب: أن الحسن والضحاك قالا:

ثقيلة، والأصل في ذلك أن ما يكبر يثقل على الإنسان حمله كالأجسام الجافية.

ويسأل عن الهاء في قوله: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} على ما تعود؟

والجواب: إنها تعود على اإجابة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا قول، وإن لم يجر للإجابة ذكر، لأنَّ الحال تدل عليها.

وقال قوم: تعود على الاستعانة؛ لأن استعينوا تدل على الاستعانة.

ومثله قول الشاعر:

إذا نهي السفيهُ جرىَ إليهِ وخالفَ والسفيهُ إلى خلاف.

أي: جرى إلى السفه، ودل السفيه على السفه، ومثل الأول: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: ١] يعني: القرآن، ولم يجر له ذكر، وقيل: تعود على الصلاة، وهو القول المختار، وجاز أن يرد عليها لقربها منه، وقيل: يعود إليهما جميعاً، وإن كان الضمير

<<  <   >  >>