طَعَنْتُ وقد كادَ الظَّلامُ يُجِنُّنِي ... غُصَيْن بن حَيٍّ في جِوَارِ بَنِي سَهْمِ
فأتى الحُصين بن الحُمام وهو سيد بني سهم يومئذٍ فقيل له: إن جارك اليهودي قد قُتل، قتله ابن جوشن وهو في بني صرمة. قال: فاذهبوا إلى جارهم اليهودي فاقتلوه. فانطلقوا فقتلوا اليهودي، فقتلت بنو صرمة ثلاثة من الحُرقة. فبلغ الحُصين فقالوا: اذهبوا فاقتلوا من جيرانهم ثلاثةً. فجاءت بنو سهم فقتلوا من بني سلامان ثلاثة. فجاءت بنو صرمة إلى الحُصين وكانوا أكثر من بني سهم بكثير فقالوا: قتلت من جيراننا ثلاثة قال: نعم. قلتم يهودِيَّنا فقتلنا يهودِيَّكم. وقتلتم من جيراننا ثلاثة فقتلنا من جيرانكم ثلاثة، وبيننا وبينكم رحم ماسَّة فلا نَشُطُّ عليكم. تأمرون جيرانكم فيرتحلون ونأمر جيراننا فيرتحلون. وقال في ذلك الحُصين بن الحُمام:
يا أخَوَيْنَا من أبِينا وأُمِّنَا ... دَعا أَخَوَيْنَا من قُضاعةَ يَذْهَبا
فإن أنتُم لم تَفْعَلوا وأَبَيْتُمُ ... فلا تعلَقونَا ما كَرِهْنَا فَنَغْضَبا
ويروى فلا تَعنُفونا. وقال بعضهم: جُفينة بن معاوية بن سلامان وكان قتل رجلاً من الحُرقة يقال له غُصين بن عامر. وكنيته أبو السبَّاق فغَبِيَ قتله، ثم إنهم ظهروا عليه، فقال الحُصين للحُرقة: اذهبوا فاقتلوا رجلاً من بني معاوية بن سعد. رجع إلى الحديث الأول. قال فأبت بنو صرمة أن يقولوا لجيرانهم ترحلون، وأجمعوا على