فعل أبي؟ قال: وعلى أي شيء كان أبوك؟ قالت: على طويل بطنُها، قصيرٍ ظهرُها، هاديها شطرُها، يكُبُّها حُضرُها. قال: نجا أبوك. ثم أتته بنت مالك بن عبيدة بن هبل، فقالت: يا عماه! ما ترى فعل أبي؟ قال وعلى أي شيء كان أبوكِ؟ قالت: على الكزّة الأنُوح، التي يكفيها لبن لقوح. قال: هلك أبوك. قال: فبكت. فقال رجل: ما أسوأ بُكاها. فقال زهير: لا تُعلّم اليتيم البُكاء. الشقَّاء: الطويلة. والمقَّاء: إتباع. يقال: أشقّ أمقّ. قال: الكزَّةُ: الضيِّقة مخارج النَفَس. والأنُوحُ: التي تنح من الكرب. قال: والنقِيُ المُخّ. والنقيُ: كل عظمٍ فيه مخ.
[٢٨٢_قولهم]
قَدْ قِيلَ ذلك إِنَّ حَقَّاً وإِنْ كَذِباً ... فما اعْتِذارُك من شَيْءٍ إِذَا قِيلاَ
أول من قال ذلك فيما زعم بن الكلبي النعمان بن المنذر. وكان من حديثه أنّ وفْدَ بني عامر قدموا النعمان بن المنذر في بعض حوائجهم، ومعهم لبيد بن ربيعة غُلاماً صغيراً فخلّفوه في رحالهم ودخلوا على النعمان، فوجدوا الربيع بن زياد العبسي عنده. فجعل الربيع يحزأ بهم ويسخر منهم، فغاظهم ذلك ورجعوا إلى رحالهم فوضعوا غداءهم. فقال بعضهم لبعض: ما رأيتم ما لقينا من أخي بني عبس؟! فاستفظعوا ذلك. فقال لهم لبيد: إذا دخلتم غداً على النعمان فأدخلوني معكم. قالوا: أو عندك خير؟ قال: سترون. فانطلقوا به معهم. فاستأذنوا على النعمان فأذن لهم