للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أتأمرني وقد مُنيت وفاتي ... بأبياتٍ أحبِّرُهنَّ منِّي

فلاَ تجزَعْ عليَّ فإنَّ يومي ... ستلقَى مثله وكذاك ظني

فأُقسم لو بقيتُ لقلتُ شعراً ... أفوقُ به قوافي كل جني

ثم مات.

٣٨٣ قولهم يجدِّك لا بِكَدِّك

أول من قال ذلك: حاتم بن عميرة الهمداني، وكان بعث ابنيه الحسل وعاجبة في تجارة. فلقى الحسل قوم من بني أسد فأخذوا ماله وأسروه. وسار عاجبة أياماً ثم وقع على مالٍ في طريقه من قبل أن بلغ إلى موضع متجره فأخذه ورجع، وقال في ذلك:

كفاني اللهُ بُعدَ السيرِ إنِّي ... رأيتُ الخيرَ في السفرِ القريبِ

رأيتُ البعدَ فيه شقاً ونأىٌ ... ومتلفُ كلّ منفردٍ غريبِ

فأسرعتُ الإيابَ بخيرِ حالٍ ... إلى حوراءَ خرعبَةٍ لعُوبِ

فإني ليس يثنيني إذا ما ... رحلتُ سُنوحُ شحاجٍ نَعُوبِ

فلما رجع تباشر به أهله وانتظروا الحسل. فلما جاء إبانة الذي كان يجيء فيه ولم يرجع رابهم أمره. وبعث أبوه أخاً له يقال له شاكر ف طلبه والبحث عنه.

فلما دنا شاكرٌ من الأرض التي بها الحسل، وكان الحسل عائفاً يزجر الطير، فقال:

تُخبرني بالنجاةِ القطَا ... وقولُ الغُرابِ بها شاهِدُ

تقول ألاَ قدْ دنَا نازحٌ ... فداءٌ له الطارِفُ التَّالِدُ

<<  <   >  >>