الجِنَّى فاحتمله، وقال له: ما أنامك وقد كنت حذراً، فقال: الحمى أضرعتني للنوم. فذهبت مثلاً. ثم أتى به حاضر الجن. فلما كان في وجه الصبح خلَّى سبيله فقال مُرينٌ:
ألا من مبلغ فتيانَ قومي ... بما لاقيتُ بعدَهم جميعاً
بأني قد وردتُ بني حبي ... وعانيتُ المخاوفَ والفظيعا
غزوتُ الجنَّ أطلبُهم بثأرى ... لأسقيهم به سمَّا نقيعا
تعرَّض لي ظليمٌ بعد سبعٍ ... فأرميه فأتركه صريعا
وكنتُ إذا القروم تعاورَتْنِي ... جريَ الصدرِ مُعتزماً منيعاً
بنى لي معشرِي وجدود صدقٍ ... بذروةِ شامخٍ بيتا رفيعاً
وعزَّا ثابتاً وظلالَ مجدٍ ... ترى شُمَّ الجبالِ له خضوعاً
٣٤٤ قولهم لا عطرَ بعد عروس
أول من قال ذلك امرأة من عذرة، يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكان لها زوج من بنى عمها يقال له عروس، فمات عنها، فتزوجها رجل من قومها يقال له نوفل، وكان أعسر أبخر بخيلاً دميماً. فلما أراد أن يظعن بها قالت له: لو أذنت لي فرثيت ابن عمي وبكيتُ عند رمسه. قال: افعلي. فأنشأت تقول: يا عروس الأعراس، يا أسداً عند الباس، مع أشياء ليس يعلمها الناس. قال نوفل: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عن الهمة غير نعاس. ويعمل السيف صبيحات الباس.