راكبين أتيا هذا المكان، وأشار له إلى مُناخ عدي وبسبس عَيْنَي رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبعاراً من أبعار بعيرَيهما ففتَّها فإذا هي نوىً. فقال: علائفُ يثرب. هذه عيونُ محمد، فضرب وجوه عيرهِ فساحَل بها وترك بدْراً يساراً. وقد كان بعث إلى قريش حين فَصَلَ من الشام يخبرهم بما يخاف من النبي صلى الله عليه وسلم. فأقبلت قريش من مكة. فأرسل إليهم أبو سفيان يخبرهم أنه قد أحرز العِيرَ ويأمرهم بالرجوع، فأبتْ قريش أن ترجع. ورجعت بنو زُهرة من ثنية لَفْتٍ، عدلوا إلى الساحل منصرفين إلى مكة، فصادفهم أبو سفيان فقال: يا بني زُهرَة، لا في العير ِ ولا في النَّفير! قالوا: أنت أرسلت إلى قريش أن ترجع. ومضت قريش إلى بدر فوافقهم النبي صلى الله عليه وسلم فأَظْفَرَهُ الله بهم. ولم يشهد بدراً من المشركين من بني زُهرة أحداً.
٢٩١_قولهم كُسَيْر وعُوَيْر
أول من قاله أُمامة بنت نُشبة بن مرّة. وكان تزوجها رجل من غطفان أَعوَر يقال له خَلَف بن رَواحة فمكثت عنده زماناً حتى ولدت خمسة، ثم نَشَزَتْ عليه ولم تصبر فطلقَها. ثم إن أباها وأخاها خرجا في سفرٍ لهما فلقيهما رجل من بني سُليم يقال له حارثة بن مرّة، فخَطَبَ أُمامةَ وأحْسَن العطِيَّة فزوجاها منه، وكان أعرجَ مكسور الفخذ، فلما دخلت عليه رأته مَحطُوم الفخذ فقالت: كُسير وعوَيْر، وكلٌ غير خير. فضرب قولها مثلاً.