معنى ذلك: إنه إذا كذب لم يصب وجه ما يحتاج إليه، فيكون رأيه باطلاً في ذلك الأمر، لا أنه لا رأى له.
ويقال: إن أول من قال ذلك العنبر بن عمرو، قاله لابنته الهيجمانة.
وذلك أن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم كان يزورها، فنهاه قومها عن ذلك فأبى حتى وقعت الحرب بينهم. فأغار عليهم عبد شمس، وعلمت الهيجمانة بذلك فأخبرت أباها، فأخبر بذلك قومه، وقد كانوا يعرفون ما بينهما. فقال مازن ابن مالك بن عمرو بن تميم.
حنَّتْ ولاتَ هنَّا ... وأنّضى لكَ مقروعُ
ومقروع: عبد شمس. فقال لها أبوها: أي بنية! اصدقيني فإن المكذوب ليس له رأي. فقالت له: ثكلتك إن لم اكن صدقتك، فانج وما أخالك ناجياً.