للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان سفيان بن مجاشع يحدث به قبلة، وسمى ابنه محمداً. فكونوا في أمره أولا ولا تكونوا آخراً. طائعين قبل أن تأتوا كارهين. إن الذي يدعو غليه محمد لو لم يكن ديناً كان في أخلاق الناس حسناً. أطيعوني واتبعوا امرى اسأل لكم أشياء لا تنتزع منكم أبداً. إنكم أصبحتم أعز حي في العرب، أكثرهم عدداً وأوسعهم داراً، وإني أرى أمراً لا يجتنبه عزيز إلا ذل، ولا يلزمه ذليلٌ إلا عز، إن الأول لم يدع للآخر شيئاً، وهذا أمرٌ له ما بعده. من سبق إليه غمر لعالي، واقتدى به التالي، والعزيمة حزم، والاحتلاط عجز.

قال مالك بن نويرة: قد خرف شيخكم. فقال أكثم: ويلٌ للشجي من الخلي، والهفي على أمرٍ لم أشهده ولم يسبقني!! وقال المفضل بن محمد الضبي أو غيره: الشجي والخلي: رجلان. وأوا من قال ذلك لقمان بن عاد. وكان نزل بقبيلةٍ فأبصر ذات يوم امرأة قد انتبذت من بيوت الحي، فانبرى لها رجل، فمضيا جميعاً حتى انفردا، وذلك بحيث يرى لقمان ويسمع. فقالت المرأة للرجل: إني أتماوت على أهلي فإذا أسندوني في رحمي جئت فأخرجتني، وتنكرت فلم يعرفني أحدٌ. فقال الرجل: افعلي. وكان اسم الزوج الشجي، واسم الصديق الخلي، فقال لقمان: ويلٌ للشجي من الخلي. فأرسلها مثلاً.

٣٨٢ قولهم حال الجرِيصُ دون القَرِيضُ

أول من قال ذلك عبيد بن الأبرص الأسدي. وكان للنعمان بن المنذر يومان: يوم بؤس لا يلقي فيه أحداً إلا قتله، ويوم سعدٍ لا يلقي فيه أحداً إلا حباه، فمر به عبيد في يوم بؤسه فابتدرته الخيل فعرفوه. فقالوا له: ما كنت تصنع يا عبيدها هنا اليوم؟

<<  <   >  >>