للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولهم: فلانٌ يتحنّن على فلان أي يرحمه، وهو في تفسير قول الله جلّ وعلا: " وَحَنَاناً من لَدُنَّا " أي رحمة.

٤_قولهم أَقَرَّ اللهُ عَيْنَه

قال الأصمعي: المعنى أبرَدَ الله دمعته، لأن دمعة السرور باردة، ودمعة الحزن حارة. وأقرَّ مشتق من القَرُر، وهو الماء البارد. وقال غيره: معنى أقَرَّ الله عينك أي صادفتَ ما يُرضيك فتقرّ عينك من النظر إلى غيره. ويقال للثائر إذا صادف ثأرَه: وقعتَ بِقرَّك، أي صادف فؤادك ما كان متطلِّعاً إليه فقرَّ. وقال الشَّمَّاخ يصف ظَبْيَةً:

كأنَّها وابْنَ أَيَّامٍ تُرَبِّبُه ... مِنْ قُرَّةِ الْعَيْنِ مُجْتَابَا دَيَابُودِ

أي كأنهما من رضاهما بمرتعهما وترك الاستبدال به مجتابا ثوبٍ فاخرٍ، فهما مسروران به. ودَيابود: ثوبٌ نُسِجَ على نِيرَيْن، وهو فارسيّ معرَّب. وقال أبو عمرو: أقرَّ الله عينَه. والمعنى صادف سروراً أذهب سَهَرَه فنام. قال عمرو ابن كُلثوم:

بِيَوْمٍ كَرِيهةٍ ضَرْباً وَطَعْناً ... أَقَرَّ بِهِ مَوَاليِكَ الْعُيُونَا

أي نامت عيونهم لما ظفِروا بما أرادوا فيه.

<<  <   >  >>