فقال الأحنف: تعترف يرحمك الله! فما الحاجة؟ ومن سؤدده وحكمته قوله: السؤدد كرم الأخلاق وحسن الفعال. وقال: ثلاث ما أقولهن إلا ليعتبر بهن معتبر: لا أخلف جليسي بغير ما أحضره به، ولا أدخل نفسي في غير ما أدخل فيه، ولا آتي السلطان أو يرسل إلي.
وقال له رجل: يا أبا بحر! دلني على محمدة بغير مرزئة. فقال: الخلق السجيح، والكف عن القبيح. واعلم أن أدوي الداء اللسان البذي، والخلق الردي.
وأبلغ رجل مصعباً عن رجل شيئاً، فأتاه الذي ابلغ عنه يعتذر، فقال: الذي أبلغنيه ثقة. فقال الأحنف: كلا أبها الأمير، فإن الثقة لا يبلغ! وفضائله كثيرة.
[٤٧٦ قولهم خاس به]
معناه: غدر به. قال ابن ميادة:
فيا ربِّ إنْ خاستْ بما كان بيننا ... من العهدِ فابعثْ لي بما فعلتْ نصرا
[٤٧٧ قولهم قد خفت]
يعنون: نام. وإنما الخفت والخفوت: النعاس. يقال: خفت يخفت خفتاً وخفوتاً. وقال ابن ميادة: