هو رجل من عُذرة ذكر يزيد بن هارون عن عبد السلام بن صالح بن كثير قال: حدثنا ثابت البناني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدث نساءه فقال في حديثه: إنه كان فيمن كان قبلكم رجل كانت له أمٌ، وكانت له امرأة لها أمٌ، فقالت له امرأته لا أرضى حتى تحوَّلني عن أمك. فحوّلها عنها فكان يتحدث إلى أمه من الليل، ثم يأتي امرأته. فلما رجع من عند أمه ذات ليلة أتى أمّه آتيان فقالا لها: أيتها المرأة هل عندك من منزل؟ هل عندك من عشاء؟ قالت: مرحباً بك ادخلا. قال: فقالا لها: ما هذه الأصوات التي تُسمَع حول بيتك؟ قال: وما حول بيتها من شيء غير أنها أرادت أن تؤنسهما، فقالت: هذه أصوات إبل لنا وشاءٍ. فقال أحدهما لصاحبه: أعطي مُتمنٍّ ما تمناه. قال: فغدا عليها ابنها فقال: يا أمّتاه ما هذا الذي أرى؟ فحدثته حديث الرجلين اللذين أتياها. فانطلق الرجل فحدث به امرأته فحدثت به المرأة أمها فقالت: لا والله. ولكنه نظر إلى المنزل الصالح فأَنزل به أمه، ونظر إلى المنزل السوَء فأنزلكِه، فقولي له: والله لا أرضى حتى تحولني عن منزل أمك، وتحول أمك إلى منزلي. فأتى أمه فحدثها. فقالت: نعم! يابني افعل. ففعل فأتاهما آتيان، للمرأة وأمها بعد رَقْدة من الليل، فقالا: هل من قرىً؟ هل لك من منزل؟ فقالتا لهما: لا. وراءكما. ما عندنا إلا حنظلاتٌ في سلتنا. فقالا: ما هذه الأصوات اللاتي حول بيتكما؟ قالتا: أصوات سباع وجنٍّ، لو قد ذهبتما دخلت علينا فأكلتنا. قال: فقال أحدهما: أُعْطِي مُتَمَنٍّ ما تمنى وإن كان شراً. فلما مضيا دخلت عليهما