الكتب فأقبل عبد المطلب ومعه ابنه عبد الله يريد أن يزوجه من آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب. فمر على فاطمة فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت له: من أنت يا فتى؟ قال أنا عبد الله بن عبد المطلب بن هشام. فقالت له: هل لكَ أن تقَعَ عليَّ وأعُطيك مائة من الإبل؟ فقال:
أَمَّا الحَرَام فلمَمَاتُ دُونَه ... والحِلُّ لا حِلّ فأسْتَبِينَه
فَكَيْفَ بِلأَمْر الذي تَنْوِينَه
ومضى مع أبيه فزوج آمنة وظل عندها يومه وليلته، فاشتملت بالنبي صلى الله عليه وسلم. ثم انصرف وقد دعته نفسه إلى الإبل، فأتاها فلم ير منها حِرصاً. فقال لها: هل لك فيما قلت لي؟ فقالت: قد كان ذلك مرَّة فاليوم لا. فأرسلتها مثلاً. ثم قالت أي شيء صنَعْتَ بعدي؟ قال زوَّجنب أبي آمنة بنت وهب فكنت عندها. فقالت: رأيت في وجهك نور النبوة فأردت أن يكون بي، وأبى الله أن يضعه إلا حيث أحبَّ. وقالت فاطمة في ذلك:
بَنِي هَاشِمٍ قد غَادَرَتْ م أخِيكُم ... أُمَيْنَةُ إذ للبَاهِ يَعْتَلِجان