للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأتى بُجير مهلهلاً وهو في قومه فأبلغه الرسالة. فقال: ومن أنت يا غلام؟ قال: بجُير بن الحارث بن عباد فقتله. ثم قال: بُؤْ بشسع كُليب. فلما بلغ فعله الحارث قال:

قَرِّبا مَرْبِط النَّعامةِ مِنَّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عَنْ حِيالِ

لمَ أَكُنْ مِن جُناتِها عَلِمَ الل ... هُ وإنَّي بِحَرِّها اليومَ صَالِي

لاَ بُجَيْرٌ أغنَى فَتِيلاً ولا ره ... طُ كُليبٍ تَزَاجَرُوا عن ضَلالِ

ثم جمع قومه فالتقى هو وبنو تغلب على جبل يقال له قِضّة فقتلهم وهزمهم، ولم يقوموا لبكرٍ بعدها.

١٥٨_قولهم أَجْسَرُ مِنْ قَاتِلِ عُقْبةَ

قال أبو عمرو القُعيْني: هو عقبة بن سِلْم من بني هُناءة من أهل اليمن صاحب دار عقبة بالبصرة. وكان أبو جعفر وجّهه إلى البحرين. وأهل البحرين ربيعة، فقتل من ربيعة قتلاً فاحشاً. فانضم إليه رجل من عبد القيس فلم يزل معه سنين. وعُزل عقبة فدخل بغداد ودخل العبدي معه. فكان عقبة واقفاً على باب المهدي بعد موت أبي جعفر فشد عليه العبدي بسكين فوجأه في بطنه فمات عقبة. وأُخذ العبدي فأدخل على المهدي فقال: ما حملك على ما فعلت؟ قال: إنه قتل قومي وقد ظفرت به غير مرة إلا أني أحببت أن يكون أمره ظاهراً حتى يعلم الناس أني أدركت ثأري منه. فقال المهدي: إن مثلك لأهل أن يُستبقى، ولكني أكره أن يجترئ الناس على القُوَّاد، فأمر به فضُربت عنقه. ويقال إن الوجأة وقعت في شرجة منطقة عقبة، فجعل المهدي يسائل

<<  <   >  >>