قال الفراء: لا جرم كلمة كانت في الأصل والله أعلم بمنزلة لا بد ولا محالة، فجرت على ذلك وكثر استعمالهم إياها حتى صارت بمنزلة حقاً لأفعلن، ألا ترى أن العرب تقول: لا جرم لآتينك، لا جرم لقد أحسنت، فتراها بمنزلة اليمن؟! وكذلك فسره المفسرون في قول الله جل وعز (لا جرمَ أنَّهمْ في الآخرةِ هم الأخسرون) أي حقاً، في الآخرة هم الأخسرون. قال: وأصلها من جرمت أي كسبت. وأنشد:
ولقد طعنتَ أبا عيينةَ طعنةً ... جرمتْ فزارةَ بعدها أنْ يغضبوا
أي كسبتهم الطعنة أن يغضبوا.
وفيها ثلاث لغات: فبنو فزارة يقولون: لا جرم أنك قائم. ومن العرب من يصلها من أولها بذا فيقول: لا ذا جرم: وأنشد: