وقال أبو عمرو القعيني: هو حنين بن بلُّوغ العبادي من أهل دومة الكوفة وهي النجف وهو الذي يقول:
أنا حُنَيْنٌ ومَنْزِلي النَجَفُ ... ليس خَلِيلي بالبَاخِل الصَلِفُ
وإنما ضُرب به المثل لأن قوماً من أهل الكوفة دعوه لُغنَّهم فمضوا به إلى بعض الصحارى، فلما سكر ضربوه وسلبوه ثيابه فلم يبق عليه إلا خُفّاه، فلما صحا أقبل إلى أهله عُرياناً عليه خُفاه. فقالوا: جاء حُنيْن بخُفَّيه. فضُرِبَ مثلاً لكل خائب أو خاسر.
١٦٠_قولهم جاء برَأْسِ خَاقَان
هو ملك من ملوك الترك كان فيما حُكي يلي أرمينية، وكان يقال له خاقان وكان قتل الجراح بن عبد الله عامل هشام بن عبد الملك على أرمينية وأذربيجان، وأفسد تلك الناحية. فوجه إليه هشام سعيد بن عمرو الجرشي وكان مسلمة صاحب الجيش. فأوقع سعيد بخاقان فهزم أصحابه، وقتله واحتزّ رأسه ووجَّه به إلى هشام، فسر بذلك المسلمون، وضربوا به المثل.
١٦١_قولهم أَخَذْنا في التَّطْرِيق. وطَرَّقَ عَلَيْنا
قال الأصمعي: يُراد بذلك التكهن وتخمين الشيء. وهو مأخوذ من الطَّرْق وهو ضرب الحصا بعضه على بعض ثم يُتفاءل ويُزجر عليه. وأنشد للبيد:
لَعَمْرُكَ ما تَدْرِي الطَوارِقُ بالحَصَا ... ولا زَاجِراتُ الطيْرِ ما اللهُ صانِعُ