فكَرَر. ثم قالت ازرع فزرع، ثم قالت: احصد فحصد. ثم قالت: دُس فداس. ثم دعت برَحى فطحنت بها قدح سَويق. فانتبه الغلام فَزعاً مُروّعاً. فقالت له: ائْتِ بهذا مولاك فاسقه إياه. فأتى غلامي فحدثني بما كان منها، وقصّ عليّ القصة. فاحتلت لهما جميعاً حتى سقيتهما القدح، فإذا هي فرس أنثى وإذا هو فرس ذكر. أَكذاك؟ فقالا برأسيهما: نعم. فقالوا: يا سبحان الله إن هذا أعجب شيء سمعناه! أنت شريكنا فيه. فأجمعوا رأيهم فأعتقوا خُرافة. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بهذا الخبر.
٢٨١_قولهم لاَ تُعَلِّم اليَتِيمَ البُكَاء
أول من قال ذلك زهير بن جناب الكلبي. وكان من حديثه عَلقَمة جِذل الطِعان بن فراس بن غَنْم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خُزيمة، أغار على بني عبد الله بن كنانة بن بكر بن كلب، وهم بعُسْفان. فقتل عبد الله بن هُبَل وعبدة بن هُبَل، ومالك بن عبيدة، وصُريم بن قيس بن هُبَل وأسر مالك بن عبد الله بن هبل. قال فلما أُصيبوا وأفلت من أفلت، أقبلت جارية من بني عبد الله بن كنانة من كلب، فقالت لزهير ولم يشهد الوقعة: يا عماه، ما ترى فعل أبي؟ قال: وعلى أي شيء كان أبوكِ. قالت: على شقَّاء ومقَّاء، طويلة الأنقاء، تمَطَّقُ بالعَرَقِ تمَطُّقَ الشيخ بالمرق. قال: نجا أبوك. ثم أتته أخرى فقالت: يا عماه! وما تُرى