بهم بنو هِزّان فالتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً ختى فَشَت الجراح، وقُتل رجل من هِزان وأُسر رجلان من عُكل. وانهزمت عُكل فقال عُرفطة للأسيرين: أيكما أفضل لأقتله بصاحبه؟ وعسى أن نُفادي الآخر فجعل كل واحد منهم يُخبر أن صاحبه أكرم منه. فأمر بقتلهما جميعاً. فقدم أحدهما ليقتل وجعل الآخر يضرط فقال عرفطة: قد يضرط العير والمكواة في النار. فأرسلها مثلاً. ويقال أن أول من قاله مُسافر بن أب عمرو بن أمية بن عبد شمس. وكان من حديثه أنه كان يهوى هِنداً بنت عتبة وكانت تهواهه، فقالت: إن أهلي لا يزوّجونني منك لأنك مُعسر. فلو وفدت إلى بعض الملوك لعلك تصيب مالاً فتتزوجني! فرحل إلى الحيرة وافداً إلى النعمان. فبينما هو مقيم عنده إذ قدم عليه قادم من مكة فسأله عن خبر أهل مكة بعده، فأخبره بأشياء كان فيها أن أبا سفيان تزوج هنداً، فطُعِن من الغمِّ. فأمر النعمان به أن يُكوى. فأتاه الطبيب بمكاويه فجعلها في النار ثم وضع مكواة منها عليه، وعِلجٌ من علوج النعمان واقف. فلما رآه يُكوى ضَرَط، فقال مُسافر: قد يضرط العير والكواة في النار. ويقال: إن الطبيب ضرط. وهذا الخبر رواه أبو الحسن الدمشقي.
٢٦٦_قولهم لَنْ تَعْدمَ الحَسْنِاءُ ذَاما
أول من قال ذلك حُبيَّ بنت مالك بن عمرو العدوانية وكانت جميلة. فسمع بجمالها مالك بن غسان فخطبها وحكّم أباها في مهرها. فلما حملها قالت أمها لنِسوتها: