الصدع. فانطلق معهما فقال لأبيه: هذه عبسٌ قد عصبت بك رجاء أن تلائم بين أبني بغيض قال: مرحباً قد آن للأحلام أن تثوب والأرحام أن تئط. إني لا أقدر على ذلك إلا بحصن بن حذيفة، وهو سيدٌ حليم فأتوه. فأتوا حصناً فقال: من القوم؟ قالوا: ركبان الموت. فعرفهم. فقال: بل رُكبان السلم. مرحبا بكم، إن تكونوا اختللتم إلى قومكم لقد اختل قومكم إليكم. ثم خرج معهم حتى أتى سناناً فقال له حصن: قم بأمر عشيرتك، وارب بينهم فإني أعينك. فاجتمعت بنو مرة وكان أول من سعى في الحمالة حرملة بن الأشعر ثم مات، فسعى فيها ابنه هاشم بن حرملة الذي يقول له القائل:
أحيا أباهُ هاشمُ بن حرملَهْ ... يومَ الهباتيْن ويومَ اليعمَلَهْ
ترى الملوكَ حوْلَه مُغربلَهْ ... يقتلُ ذا الذنبِ ومنْ لا ذنبَ لهْ
يَوْمُ قَطَن
ولما تحمل الحاملان وتراضى ابن بغيض اجتمعت عبس وذبيان بقطَن وهو من الشربة. فخرج حصين بن ضمضم يُحلئ فرسه وهو آخذ بمرسنها. فقال الربيع ابن زاد: مالي عهد بحصين بن ضمضم مذ عشرون سنة. وإني لأحسبه هذا. قم يابيجان فادنُ منه وناطقه فإني في لسانه حبسة. فقام فكلمه فجعل حصين يدنو منه ولا يكلمه، حتى إذا أمكنه جال في متن فرسه ثم وجهها نحوه، فلحقه قبل أن يأتي القوم فقتله بأبيه ضمضم، وكان عنترة قتله، وكان حصين آلي لا يمس رأسه غسل حتى