أبا شريح. قال ومن أبو شريح؟ قالت: قرواش بن هنيٍ، نعم أبو الأضياف، مع طلحة بن سيار. قال: ومن أين تعرفينه؟ قالت: يتمتُ أنا وهو من أبوينا فربانا حذيفة في أيتام غطفان. فخرج زوجها حتى أتى خريم بن سيار، فقال: أخبرتني امرأتي أن أسير طلحة أخيك قرواش بن هني. فأتى خريم طلحة فأخبره بذلك. فقال: لا تعزى على أسيري لتسلبه مني. قال خريم: لم أرد ذلك، وإنما عرفته امرأة فلان فاسمع كلامها. فأتوها. فقال لها طلحة: ما علمك أنه قرواش؟ قالت: هو هو وبه شامةٌ في موضع كذا. فرجعوا إليه ففتشوه فوجدوا الأمر على ما ذكرت. فقال قرواش: من عرفني؟ قالوا: فلانة الأشجعية وأمها عبسية. فقال: ربَّ شرٍ قد حملته عبسية. فذهبت مثلاً. ودُفع إلى حصنٍ فقتله. فقال النابغة الذبياني في ذلك:
صبراً قُطيعَ بن عبسٍ إنَّها رحمٌ ... خُنْتُمْ بها فأناختكُم بجعجاعِ
فما أشطَّت سُميٌ إنْ همُ قتلوا ... بني أسيدٍ ومروان بن زنباعِ
كانت قروضَ رجالٍ يطلُبون بها ... بني رواحة كيل الصاعِ بالصاعِ
[يوم شواحط]
ولم تزل عبسٌ في بني عامر حتى غزا غزيٌ من بني عامر يوم شواحط بني ذبيان فأسر منهم ناس: أحدهم أخو حنبصٍ الضبابي أسره رجل من بني ذبيان. فلما أفدت أيام عكاظ استودعه يهودياً خماراً من تيماء، فوجده اليهودي يخلفه في أهله