قال: فخراً لهم رجل من محارب. فقال: وقع البأس بين ابني بغيض. فضمَّروهما أربعين يوماً. ثم استقبل الذي ذرع الغاية بينهما من ذات الإصاد، وهي ردهة وسط هضبِ القليب، فانتهى الذرع إلى مكان ليس له اسم. فقادوا الفرسين إلى الغابة وقد عطشوهما وجعلوا السابق الذي يرد ذات الإصاد وهي ملأى من الماء. ولم يكن ثم قصبةٌ ولا شيء غير هذا.
ووضع حمل حيساً في دلاء وجعله في شعبٍ من شعاب هضب القليب على طريق الفرسين. وكمَّن معه فتياناً فيهم رجل يقال له زهير بن عبد عمرو، وأمرهم إن جاء داحسٌ سابقاً أن يردوا وجهه عن الغاية.
وأرسلوهما من منتهى الذرع. فلما طلعا قال حمل: سبقتك يا قيس. قال قيس: بعد اطلاعٍ إيناسٌ. أي بعد أن تطلع على الخبر تعرفه. فذهبت مثلاً. ثم أجدَّا. فقال حمل: سبقتك يا قيس. قال قيس: رويداً يعدوان الجدد. أي يتعدَّينه إلى الوعث والخبار. فذهبت مثلاً. فلما دنوا وقد برَّز داحس قال قيس: جرى المذكيات غلاء. أي كما يتغالى بالنبل. فذهبت مثلاً. فلما دنا من الفتية وثب زهير بن عبد عمرو فلطم وجه داحسٍ فرده عن الغاية، ففي ذلك يقول قيس بن زهير: