وكان نكح امرأةً من بني فزارة فأتاها فبنى بها. وأخبر حذيفة بمكانه فعدا عليه فقتله، وفي ذلك يقول عنترة:
لله عينا من رأى مثل مالكٍ ... عقيرةَ قومٍ أن جرَى فرسانِ
فليتَهُما لم يجرِيا نصفَ غلوةٍ ... وليتُهما لم يُرسَلاَ لرهانِ
فأتت بنو جذيمة حذيفة فقالت: يبوءُ مالك بن زهير بأبي قرفة بن حذيفة، وردوا علينا مالنا. فأشار سنان بن أبي حارثة المرى أن لا ترد أولادها معها وأن ترد المائة بأعيانها. فقال حذيفة: أردُّ الإبل بأعيانها ولا أرد النشأ.
فأبوا أن يقبلوا ذلك. فقال قيس بن زهير:
يودُّ سنانٌ لو نحاربُ قومنا ... وفي الحربِ تفريقُ الجماعة والأزلُ
يدبّ ولا يخفى ليفسدَ بيننَا ... دبيباً كما دبتْ إلى جحرِها النملُ
قال: والربيع بن زياد يومئذ مجاور بني فزارة عند امرأته، وكان مشاحناً لقيس في درعه ذي النون التي كان الربيع لبسها، فقال: ما أجودها أنا أحق بها منك، وغلبه عليها. فأطرد قيس لبوناً لبني زياد، فعارض بها عبد الله بن جدعان التميمي بسلاحٍ. وفي ذلك يقول قيس بن زهير: