فلحقوا ببني ضية ويزعمون أن مالك بن بكر بن سعد وعبساً أخوان لأم ويقال لهم ابنا ضجام فكانوا فيهم زمنياً. وأغارت ضبة، وكانت تميم تأكلهم قبل أن يترببوا، فأغاروا على بني حنظلة، فاستاق رجل من بني عبس امرأةً من بني حنظلة في يوم قائظ حتى بهرها ولهثت. فقال رجل من بني ضبة: ارفق بها. فقال العبسي: إنك بهالرحيم؟ فقال الضبي: وما يمنعني ذلك. فأهوى العبسي لعجزها بطرف السنان فنادت: يال حنظلة. فشد الضبي على العبسي فقتله. وتنادى الحيان ففارقتهم عبس، فمرت تريد الشام.
وبلغ بني عامرٍ ارتفاعهم نحو الشام فخافوا انقطاعهم من قيس. فخرجت وفود بني عامرٍ حتى لحقتهم، فدعتهم إلى أن يرجعوا ويحالفوهم. فقال قيس: يا بني عبس! حالفوا قوماً في صيابة بني عامر ليس لهم عدد فيبغوا عليكم بعددهم، فإن احتجتم أن يقوموا بنصرتكم قامت بنو عامر. فحالفوا معاوية بن شكل، فمكثوا فيهم. ثم إن شاعراً يقال إنه بن همارق أحد بني عبد الله بن غطفان، ويقال إنه النابغة الذبياني قال:
جزَى الله عبساً ابن بغيضٍ ... جزاءَ الكلابِ العاوياتِ وقدْ فعَل
بما انتهكوا من ربِّ عدنانَ جهرة ... وعوفٌ يُناجيهم وذلكُمُ جللْ
فأصبحتُمُ واللهُ يفعلُ ذاكُم ... يعزٌّ كم مولَى موالِيكُم شَكَلْ