سَمِعتُ فيها عَزِيفَ الجِنِّ ساكِنِها ... وقد عَلانِيَ من لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ
فيعني بذلك أنه يُظلم على القوم أمره فلا يدرون مَن دعاه ولا كيف دخل عليهم. وقال أبو عبيدة وغيره: الطفيلي منسوب إلى طُفيل بن زلال، رجل من أهل مكة من بني عبد الله بن غطفان كان يأتي الولائم من غير أن يُدعى إليها. وكان يقال له طُفَيْل الأعراس والعرائس: وددتُ أن الكوفة بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا يخفى عليَّ منها شيء. وكان هو أول من فعل ذلك. فأما العرب فإنها تسمي الذي يجيء إلى الطعام لم يُدع إليه الوارِش. وقال الراجز:
ولا تَزَالُ وُرَّشٌ تأتينا ... مُهَرْكِلاتٍ ومُهَرْكِلينا
فإذا كان يفعل ذلك على الشراب فهو الواغل. وقال امرؤ القيس:
فاليَوْمَ فاشْرَبْ غَيْرَ مُسْتحقِبٍ ... إِثْماً من اللهِ ولا وَاغِلِ
قال أبو عمرو: يقال لذلك الشراب الوغْل. وأنشد لعمرو بن قَميئة:
إِنْ أَكُ سِكِّيراً فلا أَشْرَبُ الْ ... وَغْلَ ولا يَسْلَمُ مِنِّي البَعِير
وقال ابن الأعرابي يقال للطفيلي: اللعمَظيّ والجمع اللعامِظة، وأنشد:
لعامِظَةٌ بين العصَا ولِحائِها ... أدقاءُ نيَّالون من سَقَط السَفْرِ