وكل الحادثات وإن تناهت ... فموصول بها الفرج القريب
ولبعضهم:
عسى ما ترى أن لا يدوم وأن ترى ... له فرجًا مما ألج به الدهر
عسى فرج يأتي به الله إنه له ... كل يوم في خليقته أمر
إذا لاح عسر فارج يسرًا فإنَّه ... قضى الله أن العسر يتبعه اليسر
ولنختم الكتاب بذكر نبذة يسيرة من لطائف البلايا وفوائدها وحكمها، فمنها: تكفير الخطايا بها، والثواب عَلَى الصبر عليها، وهل يثاب عَلَى (البلايا)(*) بنفسه؟ فيه اختلاف بين العُلَمَاء.
ومنها: تذكر العبد بذنوبه؛ فربما تاب ورجع منها إِلَى الله عز وجل.
ومنها: زوال قسوة القلوب وحدوث رقتها.
قال بعض السَّلف: إن العبد ليمرض فيذكر ذنوبه فيخرج منه مثل رأس الذباب من خشية الله فيغفر له.
ومنها: انكسار العبد لله عز وجل وذله له، وذلك أَحَبّ إِلَى الله من كثير من طاعات الطائعين.
ومنها: أنها توجب للعبد الرجوع بقلبه إِلَى الله عز وجل، والوقوف ببابه والتضرع له والاستكانة، وذلك من أعظم فوائد البلاء، وقد ذم الله من لا يستكين له عند الشدائد، قال الله تعالى:{وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}[المؤمنون: ٧٦].