للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدعاء بالبلاء، وسبحان مستخرج الشكر بالرخاء.

ومرَّ أبو جعفر محمد بن علي بمحمد بن المنكدر وهو مغموم، فسأل عن سبب غمه، فقِيلَ لَهُ: الدّين قد فدحه، فَقَالَ أبو جعفر: أفتح له في الدعاء؟ قيل: نعم. قال: لقد بورك لعبد في حاجة أكثر فيها من دعاء ربه كائنة ما كانت.

وكان بعضهم إذا فتح له في الدعاء عند الشدائد لم يحب تعجيل إجابته خشية أن ينقطع عما فتح له.

وقال ثابت: إذا دعا الله المؤمن بدعوة وكل الله جبريل بحاجته يقول: لا تعجل بإجابته، فإني أَحَبّ أن أسمع صوت عبدي المؤمن.

ورُوي مرفوعًا من وجوه ضعيفة (١).

رأى بعض السَّلف رب العزة في نومه فَقَالَ: يا رب، كم أدعوك ولا تجيبني؟.

قال: إني أَحَبّ أن أسمع صوتك (٢).

ومنها: أن البلاء يوصل إِلَى قلبه لذة الصبر عليه والرضا به، وذلك مقام عظيم جدًّا، وقد تقدمت الإشارة إِلَى فض ذلك وشرفه.

ومنها: أن البلاء يقطع قلب المؤمن عن الالتفات إِلَى مخلوق ويوجب له الإقبال عَلَى الخالق وحه.


(١) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨٤٤٢) وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة تفرد به سويد بن عبد العزيز.
وذكره الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ١٥١) وقال: ... وفيه إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة، وهو تروك.
(٢) قال الشيخ محمد ناصر العجمي- حفظه الله- في تعليقه على هذه الرسالة ص ١٢٢: كان الأولى بالمصنف -رحمه الله- الإعراض عن ذكر مثل هذه الحكاية، وقد شحن كتابه هذا من الحكايات التي جلها لا أصل لها في الكتاب والسنة الصحيحة، بل مبنية عَلَى الحيال، وكفى بما صح من السنة وأقوال السَّلف واعظًا، فنسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه.