ورُوي عن كعب قال: والذي نفسي بيده، ما شرب ماء عذب إلا يخرج من تحت هذه الصخرة، حتى العين التي بدارين بتخرج من تحت هذه الصخرة، يعني: عينًا في البحر.
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا}[المرسلات: ٢٧] قال: من أربعة أنهار: سيحان، وجيحان، والفرات، والنيل.
فكل ماء عذب شربه ابن آدم من هذه الأنهار؛ فإنها تخرج من تحت الصخرة التي في بيت المقدس.
( ... )(١) قال: يوشك الرعد والبرق أن يهاجرا إِلَى الشام حتى لا يكون رعد ولا برق إلا ما بين الفرات والعريش.
وخرج ابن أبي خيثمة وغيره عن الأوزاعي قال: يهاجر الرعد والبرق إِلَى مهاجر إبراهيم، حتى لا يبقى قطرة إلا فيما بين الفرات والعريش.
وعن عباد بن منصور، حدثنا أبو قلابة أن الرعد والبرق سيهاجر من أرض العراق إِلَى أرض الشام حتى لا يبقى بها رعد ولا برق، ويدل عَلَى صحة ذلك أيضاً أن النار التي هي أول أشراط الساعة تسوق الناس إِلَى الشام.
وقد ذكرنا في أول الكتاب حديث ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تخرج نار من حضرموت تسوق الناس، قالوا: يا رسول الله، ما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام". وهو حديث اختلف فيه نافع وسالم؛ فرواه سالم عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه نافع عن ابن عمر عن كعب من قوله.
وفي حديثه:"يوشك تخرج نار اليمن تسوق الناس إِلَى الشام".
وذكرنا أيضاً حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال:"إنكم تحشرون ها هنا -وأشار بيده إِلَى الشام".
(١) بياض بالأصل وعند ابن عساكر (١/ ١٥٣): عن كعب الأحبار.