للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: لا تفعل؛ فإني أحدثك في دمشق أحاديث ليست في غيرها، إن خيل الناس إذا اضطربت كانت عصمتهم، وإن أهلها مدفوع عنهم، وإنه لا ينزل بأرض جوع ولا بلاء ولا فتنة إلا خفف ذلك عنهم.

ومن حديث ابن مُحَيْريز (١)، قال: قال لي رويفع بن ثابت الأنصاري، وكان من أصحاب الشجرة: اسكن فلسطين، ما استقامت العرب، فإذا نادوا بشعار الجاهلية، فاسكن دمشق وشرقها خير من غيرها.

وروى نعيم بن حماد (٢) بإسناده عن مكحول قال: لتمخرنَّ الروم الشام أربعين صباحًا، لا يمتنع منها إلا دمشق وعمان.

وبإسناده (٣) عن [أبي الأعمش عن عبد الرحمن بن سلمان] (٤) قال: سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر عَلَى المدائن كلها إلا دمشق.

وروى أبو الشيخ الأصبهاني (٥) بإسناده عن أبي الزاهرية عن كعب قال: لن تزالوا بخير ما لم يركب أهل الجزيرة أهل قنسرين، وأهل قنسرين أهل حمص، فيومئذ تكون الجفلة ويفزع الناس إِلَى دمشق.

وفي كتاب "الفتن" (٦) لنعيم بن حماد بإسناده عن كعب أنَّه قال لمعاوية: ليغشين الناس بحمص أمر يفزعهم من الجفلة حتى يخرجوا منها مبادرين قد تركوا دنياهم خلفهم حتى [يموت منهم] (٧) ما بين باب دمشق إِلَى ثنية العقاب


(١) "تاريخ دمشق" (١/ ٢٣١).
(٢) "الفتن" برقم (١٢٥٧).
(٣) "الفتن" برقم (١٢٥٨).
(٤) في الأصل: أبي الأعمش عن عبد الرحمن بن سليمان، وهو خطأ، والصواب ما أثبته. قال الحافظ في التقريب: أبو الأعمش، فتح التحتانية قبلها مهملة ساكنة وآخره مهملة، الخولاني الشامي، لقبه عبيد، مشهور بكنيته.
(٥) ومن طريقه ابن عساكر (١/ ٢٣٣).
(٦) برقم (١٣٠٢).
(٧) هكذا في الأصل، وفي "الفتن": حتى إن المرأة لتخرج تتبعها جاريتها حتى تنزع رداءها تقول: أين أين؟!! وحتى يموت منهم.