وروينا من حديث أبي أسامة قال:"دخلت عَلَى محمد بن النضر الحارثي فرأيته كأنه ينقبض، فقلت: كأنك ترى تكره أن تؤتى؟
قال: أجل. قلت: أو ما تستوحش؟ قال: كيف أستوحش وهو يقول: أنا جليس من ذكرني؟!.
وقال بكر المزني: "من مثلك يا ابن آدم، خلى بينك وبين المحراب والماء، كلما شئت دخلت عَلَى الله -عز وجل- ليس بينك وبينه ترجمان". خرجه عبد الله بن الإمام أحمد.
وروى ابن أبي الدُّنْيَا بإسناده عن شميط بن عجلان قال: "إن الله وسم الدُّنْيَا بالوحشة ليكون أنس المنقطعين به".
وعن حبيب أبي محمد "أنَّه كان يخلو في بيته ثم يقول: من لم تقر عينه بك فلا قرت، ومن لم يأنس بك فلا أنس".
وعن زكريا بن عدي قال: "سمعت عابدًا باليمن يقول: سرور المؤمن ولذته في الخلوة بمناجاة سيده -عز وجل".
وعن أحمد بن أبي الحواري قال: حدثني أبو عبد الرحمن الأزدي قال: "مررت برجل ببيروت مدلى الرجلين في البحر يكبر. فقلت: يا شاب، ما لك جالس وحدك؟ قال: اتق الله ولا تقل إلا حقا، ما كنت قط وحدي منذ ولدتني أمي، إن معي ربي -عز وجل- حيثما كنت، ومعي ملكان يحفظان علي، وشيطان ما يفارقني، فإذا عرضت لي حاجة إِلَى ربي سألته إياها بقلبي فجاءني بها".
وعن إبرهيم بن أدهم قال: "اتَّخذ الله صاحبًا ودع الناس جانبًا".
وعن عبد الواحد بن زيد قال: "كان أصحاب غزوان يَقُولُونَ له: ما يمنعك عن مجالسة إخوانك؟ فيبكي ويقول: إني أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي".