وعن مسلم بن يسار قال:"ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل".
وعن عبد العزيز بن سليمان الراسبي، وكانت رابعة تسميه: سيد العابدين "أنَّه قِيلَ لَهُ: ما بقي مما يتلذذ به؟ قال: سرداب أخلو بربي فيه".
وعن مسلم العابد قال:"لولا الجماعة -يعني: الصلاة في الجماعة- ما خرجت من باب أبدًا حتى أموت.
وقال: ما يجد المطيعون الله لذة في الدُّنْيَا أحلى من الخلوة بمناجاة سيدهم، ولا أَحَبّ لهم في الآخرة من عظيم الثواب كبر في صدورهم وألذ في قلوبهم من النظر إِلَى الله -عز وجل- ثم غشي عليه".
وعن شعيب بن حرب قال:"دخلت عَلَى مالك بن مغول وهو جالس في بيته وحده، فقلت: ألا تستوحش؟ قال: أو يستوحش مع الله أحد؟! ".
وعن يحيى بن سعيد قال: قال نصر بن يحيى بن أبي كثير -وكان من الحكماء:"لم نجد شيئًا أبلغ من الزهد في الدُّنْيَا من ثبات حرث الآخرة في قلب العبد، ومن ثبت ذلك في قلبه آنسه بالوحدة فأنس بها واستوحش من المخلوقين، فأول ما يهيج من حب الخلوة طلب العبد الإخلاص والصدق في جميع قوله وفعله فيما بينه وبين ربه، ويهيج منها الزهد في معرفة الناس والأنس بالله -تبارك وتعالى- ويهيج منها الوحشة من الناس والاستثقال لكلامهم والأنس بكلام رب العالمين".
ويروى عن إبراهيم بن أدهم قال: "أعلى الدرجات أن تنقطع إِلَى ربك وتستأنس إِلَيْهِ بقلبك وعقلك وجميع جوارحك حتى لا ترجو إلا ريك ولا تخاف إلا ذنبك وترسخ محبته في قلبك حتى لا تؤثر شيئًا عليه؛ فإذا كنت كذلك لم تبال في بر كنت أو في بحر أو في سهل أو في جبل؛ وكان شوقك بلقاء الحبيب شوق الظمآن إِلَى الماء البارد، وشوق الجائع إِلَى الطعام الطيب، ويكن ذكر الله - عز وجل- عنك أحلى من العسل وأشهى من الماء العذب الصافي عن العطشان في