للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجل -فكان أبو الدرداء يقول:

"أَحَبّ الموت اشتياقًا إِلَى ربي، وأحب الفقر تواضعًا لربي، وأحب المرض تكفيرًا لخطيئتي" (١).

وقال محمد بن زياد: "اجتمع رجال من الأحبار -أو قال [من] (٢) العُلَمَاء والعباد- وذكروا الموت، فَقَالَ بعضهم: [لو] (٣) أتاني آت أو ملك الموت فَقَالَ: أيكم سبق إِلَى هذا العمود فوضع يده عليه لمات؟ لرجوت أن لا يسبقني إِلَيْهِ أحد منكم شوقًا إِلَى لقاء الله -عز وجل".

وقال عبد الله بن زكريا: "لو خيرت بين أن (أعمر) (٤) مائة سنة في طاعة [الله] (٢) أو أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه لاخترت أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه شوقًا إِلَى الله ورسوله إِلَى الصالحين من عباده".

وكان أبو عبد ربه الزاهد يقول "لو أنَّه قيل: من مس هذا العمود لمات، لسرني أن أقوم إِلَيْهِ شوقًا إِلَى لقاء الله ورسوله".

وقال أبو عتبة الخولاني: "كان إخوانكم لقاء الله أَحَبّ إليهم من الشهد".

قال سفيان: "كان بالكوفة رجل متعبد من همدان، فكان يقول: ما تطيب نفسي بالموت إلا إذا ذكرت لقاء الله -عز وجل- فإني أجد نفسي عند ذلك تطيب بالموت لما ترجو في لقاء الله -عز وجل- من البركة والسرور".

وذكروا عنه أنَّه كان يقول: "إذا ذكرت القدوم عَلَى الله كنت أشد اشتياقًا إِلَى الموت من الظمآن الشديد ظمأه في اليوم الحار الشديد حره إِلَى الشراب البارد الشديد برده".

وقال رياح القيسي (٥): "أتيت الأبرد بن ضرار فَقَالَ لي: يا رياح، هل


(١) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢١٧).
(٢) من المطبوع.
(٣) في الأصل: "إنه" وما نقلته من المطبوع وهو الأنسب للسياق.
(٤) في المطبوع: أعيش.
(٥) راجع حلية الأولياء (٦/ ١٩٣).