للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي بعضها زيادة في الدعاء الَّذِي فيه وهي (١): " ... وتتوب عَلَى.".

وفي بعضها (٢): "إصباغ الوضوء في السَّبرات".

وفي بعضها (٣): "وقال: يا محمد! إذا صلّيت فقلْ: اللهم إني أسألك فعل الخيرات ... " فذكره.

والمقصود هنا: شرحُ الحديث وما يُستنبط منه من المعارف والأحكام وغير ذلك.

ففي الحديث دلالة عَلَى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن من عادته تأخير صلاة الصبع إِلَى قرب طلوع الشمس، وإنما كانت عادتُه التغليس بها، وكان أحيانًا يسفر بها عند انتشار الضوء عَلَى وجه الأرض، وأما تأخيرها إِلَى قريب طلوع الشمس فلم يكن من عادته، ولهذا اعتذرَ لهم عنه في هذا الحديث.

وقد قيل: إن تأخيرها إِلَى هذا الإسفار الفاحش لا يجوز لغير عذر، وأنَّه وقت ضرورة كتأخير العصر إِلَى بعد اصفرار الشمس، وهو قول القاضي من أصحابنا في بعض كتبه، وقد أومأ إِلَيْهِ الإمام أحمد، وقال: "هذه صلاة مفرط، إِنَّمَا الإسفار أن ينتشر الضوءُ عَلَى الأرض".

وفي الحديث: دلالة عَلَى أنّ من أخَّر الصلاة إِلَى آخر الوقت لعذر أو غيره وخاف خروج الوقت في الصلاة إن طوّلها أن يخففها حتى يدركها كلَّها في الوقت.


(١) أخرجها ابن أبي عاصم في السنة (٣٨٨)، وفي الآحاد والمثاني (٢٥٨٥).
(٢) أخرجها البزار في البحر الزخار (٢٦٦٨)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٩٠)، الأوسط (٥٤٩٦).
(٣) أخرجها الترمذي (٣٢٣٣).
وانظر في الكلام عَلَى هذا الحديث علل الدراقطني (٦/ ٥٤ - ٥٧) برقم (٩٧٣)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (١/ ٣٠ - ٣٥)، فقد ذكر الدارقطني الخلاف في هذا الحديث ثم قال: ليس فيها صحيح، وكلها مضطربة، ونقل كلامه ابن الجوزي وقال: قال أبو بكر البيهقي: قد رُوي من أوجه كلها ضعاف.