للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي "المسند" عن أبي أمامة (١) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ وَيُمَضْمِضُ فَاهُ وَيَتَوَضَّأُ كَمَا أَمَرَ اللهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ: مَا نَطَقَ بِهِ فَمُهُ، وَمَا مَسَّ بِيَدَيْهِ، وَمَا مَشَى إِلَيْهِ، حَتَّى إِنَّ الْخَطَايَا تَحَادَرُ مِنْ أَطْرَافِهِ، ثُمَّ إِذَا هُوَ مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَأُخْرَى تُمْحِي سَيِّئَةً». وفيه أيضًا (٢) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة ثم غسل كفيه، نزلت خطيئته من كفيه مع أول قطرة، فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئته من لسانه وشفتيه مع أول قطرة، فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبصره مع أول قطرةٍ، فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له، ومن كل خطيئة كهيئته يوم ولدته أمه، فإذا قام إلى الصلاة رفع الله بها درجته، وإن قعد قعد سالماً".

وفي هذا المعنى أحاديثُ (أخر) (*)، وفيما ذكرناه كفاية. وقد وردت النصوص أيضاً بحصول الثواب عَلَى الوضوء، وهذا زيادة عَلَى تكفير السيئات به:

ففي "صحيح مسلم" (٣) عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء ثمَّ قَالَ: أشهد أَن لَا اله الا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ الثَمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ".

وفيه أيضاً (٤): عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم: "تبلغ الحلية من المؤمن حيث


(١) لم أجده في "المسند" وهو عند "الطبرانى في "الكبير" (٨/ ٧٩٩٥) قال: الهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٢٣): رواه الطبراني في "الكبير" وفيه: لقيط أبو المساور (*)، روى عن أبي أمامة، وروى عنه الجريري وقرة بن خالد، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال يخطئ ويخالف.
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٢٥٢، ٢٥٦، ٢٦٣، ٢٦٤) من طرق عن شهر بن حوشب.
وشهر ضعيف. وانظر الترغيب والترهيب للمنذرى (١/ ١٥٥) ومجمع الزوائد للهيثمي (١/ ٢٢٢ - ٢٢٦).
(*) كثيرة: "نسخة".
(٣) برقم (٢٣٤).
(٤) برقم (٢٥٠).